الضربة العسكرية الأمريكية لإيران وشيكة

لم يعد بوسع أي من المراقبين سوي الرهان علي ضربة عسكرية أمريكية لإيران،‮
‬فالشواهد التي تؤكد هذا الخيار كثيرة،‮ ‬ومنها الأبعاد‮ ‬غير المسبوقة
التي وصلت إليها العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية في نهاية حكم الرئيس
بوش،‮ ‬عبر توحد الرؤي والسياسات في مواجهة التحديات الخارجية المشتركة
خاصة حول ضرورات محاصرة إيران سياسيا واقتصاديا حتي تتراجع عن نشاطها
النووي،‮ ‬مع عدم استبعاد الخيار العسكري رغم عدم موافقة دول الاتحاد
الأوروبي وكذا روسيا والدكتور محمد البرادعي والسكرتير السابق للأمم
المتحدة كوفي أنان خشية النتائج الكارثية المتوقعة،‮ ‬لكن الجولة المكوكية
التي قام بها نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني مؤخرا لعدد من دول الشرق
الأوسط صعدت من هذا الاحتمال،‮ ‬حيث كانت الضربة العسكرية لإيران الموضوع
الأول في جدول أعمالها علي نحو واضح وأكيد،‮ ‬رغم الترويج لأهداف الزيارة
بدعوي دفع جهود أمريكا الرامية لإحلال السلام وتسوية النزاع الفلسطيني -
الإسرائيلي ومتابعة ما تم علي هذا الصعيد
وإذا كان جيش الدفاع الإسرائيلي قد خاض مؤخرا أكبر مناورة عسكرية في
تاريخه بالتزامن مع حشد قوات كثيفة علي حدود سوريا،‮ ‬فلا شك ان احتمالات
شن إسرائيل الحرب ضد سوريا وحزب الله في لبنان لا يمكن استبعادها،‮ ‬وربما
كان الأمر مجرد تمويه علي نوايا إسرائيل للانفراد بتوجيه ضربات جوية
وصاروخية ضد إيران في حالة تقاعس أمريكا،‮ ‬لكن المخابرات الروسية رصدت في
الآونة الأخيرة سلسلة من الأنشطة والتحركات العسكرية الأمريكية في المناطق
العراقية المتاخمة لإيران،‮ ‬فيما يشبه الاستعدادات الأمريكية التي سبقت
اجتياح العراق عام ‮٣٠٠٢‬،‮ ‬فضلا‮ ‬عن تزايد حجم ونوعية الوجود البحري
الأمريكي في مياه الخليج،‮ ‬وعلي متنها ‮٠٠٢٣ ‬جندي مارينز و‮٠٠٨ ‬طائرة‮
'‬اف - ‮٦١' ‬و'اف - ٠١'‬،‮ ‬وثماني بوارج حربية لتقديم الدعم والمساندة
لعملية ضرب إيران،‮ ‬واربع‮ ‬غواصات نووية ومجموعة من بطاريات‮
'‬باتريوت‮' ‬المضادة للصواريخ،‮ ‬وقالت المصادر الروسية إن ما توافر لدي
أجهزة مخابراتها من معلومات تفيد بأن الضربة العسكرية لإيران سوف تكون
استباقية نهاية شهر ابريل الحالي لشل قدراتها علي البدء بالهجوم،‮ ‬مع
توقع خسائر محدودة في صفوف القوات الأمريكية البرية والبحرية في الخليج،‮
‬وكانت وكالة‮ '‬الأسوشيتدبرس‮' ‬قد أذاعت تقريرا حول تقديم الصين معلومات
هامة عن البرنامج النووي الإيراني لوكالة الطاقة الذرية،‮ ‬ثم عادت تشير
إلي أن بكين قدمت لطهران خبراتها النووية،‮ ‬وهو ما قدره المراقبون من
قبيل تشويه موقف الصين التي ترفض الضربة الأمريكية لإيران،‮ ‬لكن يظل هناك
متسع للاجتهاد والتنبؤ بالتداعيات الوخيمة المتوقعة،‮ ‬فلا أحد يستطيع
تحجيم سوريا وحزب الله عن المبادرة لنصرة إيران وتوسيع دائرة المواجهة
العسكرية ضد أمريكا‮!